الحلقة السادسة عشر من فوائد الذكر الفوائد من 66-70
الحلقة السادسة عشر من فوائد الذكر
الفوائد من 66-70
قال الإمام ابن القيم في الوابل الصيب:
الفائدة السادسة والستون :
أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب ؛ كما روى حسين المعلم عن عبدالله بن بريدة عن عامر الشعبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : أجد في كتاب الله المنزل أن العبد إذا قال : الحمد لله ، قالت الملائكة : رب العالمين ، وإذا قال : الحمد لله رب العالمين ، قالت الملائكة : اللهم اغفر لعبدك ، واذا قال : سبحان الله ، قالت الملائكة: اللهم اغفر لعبدك ، واذا قال : لا اله الا الله ، قالت الملائكة : اللهم اغفر لعبدك
الفائدة السابعة والستون :
أن الجبال والقفار تتباهى وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل ؛ قال ابن مسعود : إن الجبل لينادى الجبل باسمه : أمَرَّ بك اليوم أحد يذكر الله عز وجل؟ ، فاذا قال : نعم ، استبشر.
وقال عون بن عبد الله : إن البقاع لينادي بعضها بعضا : يا جارتاه أمرَّ بك اليوم أحدٌ يذكر الله ؟ فقائلةٌ : نعم وقائلةٌ : لا ؛ فقال الأعمش عن مجاهد: إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان ! هل مر بك اليوم ذاكِرُ لله عز وجل ؟ فمِن قائلٍ : لا ، ومِنْ قائلٍ : نعم.
الفائدة الثامنة والستون:
أن كثرة ذكر الله عز وجل أمانٌ من النفاق فإن المنافقين قليلو الذكر لله عز وجل ؛ قال الله عز وجل في المنافقين : { ولا يذكرون الله إلا قليلا}.
وقال كعب : مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الله عز وجل بَرِئَ من النفاق .
ولهذا - والله أعلم - ختم الله تعالى سورة المنافقين بقوله تعالى : { ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون } فإن في ذلك تحذيرا من فتنة المنافقين الذين غفلوا عن ذكر الله عز وجل فوقعوا في النفاق .
وسُئِلَ بعضُ الصحابة رضي الله عنهم عن الخوارج : منافقون هم؟
قال: لا ؛ المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا .
فهذا من علامة النفاق قلة ذكر الله عز وجل.
وكثرةُ ذكره أمان من النفاق ، والله عز وجل أكرم من أن يبتليَ بالنفاق قلباً ذاكراً ، وإنما ذلك لقلوب غفلت عن ذكر الله عز وجل.
الفائدة التاسعة والستون :
أن للذكر من بين الأعمال لذةً لا يشبهها شئ ، فلو لم يكن للعبد من ثوابه إلا اللذة الحاصلة للذاكر والنعيم الذي يحصل لقلبه لكفى به ولهذا سميت مجالس الذكر رياض الجنة .
قال مالك بن دينار : وما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل ؛ فليس شيءٌ من الأعمال أخفَ مؤنةً منه ، ولا أعظمَ لذة ولا أكثرَ فرحة وابتهاجا للقلب منه.
الفائدة السبعون :
أنه يكسو الوجه نضرةً في الدنيا ونوراً في الآخرة ؛ فالذاكرون أنضرُ الناس وجوهاً في الدنيا وأنورُهم في الاخرة .
ومن المراسيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قال كل يوم مائة مرة : لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ، أتى اللهَ تعالى يوم القيامة ووجهه أشد بياضا من القمر ليلة البدر.