- 1950 زيارة

الحلقة التاسعة عشر من فوائد الذكر الفائدتان 74-75

قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحلقة التاسعة عشر من فوائد الذكر

الفائدتان 74-75

الفائدة الرابعة والسبعون

قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتاب الوابل الصيب:

الذكر نوعان :  أحدهما ذكر أسماء الرب تبارك وتعالى وصفاته والثناء عليه بهما وتنزيهه وتقديسه عما لا يليق به تبارك وتعالى

 وهذا أيضا نوعان : أحدهما إنشاء الثناء عليه بها من الذاكر ، وهذا النوع هو المذكور في الأحاديث نحو : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، وسبحان الله وبحمده ، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ، ونحو ذلك .

فأفضل هذا النوع أجمعه للثناء وأعمُّهُ نحو : سبحان الله عدد خلقه فهذا أفضل من مجرد سبحان الله ، وقولك الحمد لله عدد ما خلق في السماء وعدد ما خلق في الأرض وعدد ما بينهما وعدد ما هو خالق أفضل من مجرد قولك الحمد لله ، وهذا في حديث جويرية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : ( لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله رضاء نفسه ، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله مداد كلماته) رواه مسلم .

 وفي الترمذي وسنن أبي داود عن سعد بن أبي وقاص أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة بين يديها نوى أو حصى تسبح بها فقال: سبحان الله عدد ما خلق في السماء ، وسبحان الله عدد ماخلق في الأرض،  وسبحان الله عدد ما بين ذلك ، وسبحان الله عدد ماهو خالق،  والله أكبر مثل ذلك ، والحمد لله مثل ذلك ، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة الا بالله مثل ذلك .

الفائدة الخامسة والسبعون:

وهي تتضمن النوع الثاني بعد إنشاء الثناء على الله من الذاكر ، وهذا النوع الثاني هو  الخبر عن الرب تعالى باحكام اسمائه وصفاته نحو قولك : الله عز وجل يسمع أصوات عباده ويرى حركاتهم ولا تخفي عليه خافية من أعمالهم ، وهو أرحم بهم من آبائهم وأمهاتهم ، وهو على كل شئ قدير، وهو أفرح بتوبة عبده من الفاقد راحلته ، ونحو ذلك .

وأفضل هذا النوع : الثناء عليه بما أثنى به على نفسه ، وبما أثنى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تشبيه ولا تمثيل .

وهذا النوع أيضا ثلاثة أنواع : حمد وثناء ومجد ، فالحمدلله : الإخبار عنه بصفات كماله سبحانه وتعالى مع محبته والرضاء به ، فلا يكون المحب الساكت حامدا ولا المثني بلا محبة حامدا حتى تجتمع له المحبة والثناء،  فإن كرر المحامد شيئا بعد الشئ كانت ثناءً ، فإن كان المدح بصفات الجلال والعظمة والكبرياء والملك كان مَجْداً ، وقد جمع الله تعالى لعبده الأنواع الثلاثة في أول الفاتحة فإذا قال العبد : { الحمد لله رب العالمين } قال الله:  حمدني عبدي ، وإذا قال : { الرحمن الرحيم}  قال : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : { مالك يوم الدين }  قال : مجدني عبدي .

 

 

Top