الحمى الصفراء - Yellow fever

الحمى الصفراء

                                 Yellow Fever

الحمى الصفراء أو القيء الأسود كما يسمى أحيانا مرض فيروسي تسبّبَ في أوبئةَ كبيرة في أفريقيا والأمريكتين. ولهذا المرض ذكر في النصوص التاريخية منذ أكثر من 400 سنةَ.

وتُسبّبُ العدوى بهذا المرض طيفا عريضا مِنْ الأعراضِ ابتداءً مِنْ الأعراضِ المعتدلةِ إلى المرضِ الشديد ثم الموتِ .

وسمي هذا المرض بالحمى الصفراء نسبة إلى اليرقانِ (الاصفرار) الذي يصيب بَعْض المصابين بهذا المرض.

و بالرغم من توافر لِقاحِ فعّالِ ضد هذا المرض منذ أكثر من 60 سنةِ حيث قام بتطويره في عام 1937م ماكس ثيلر الطبيب الباحث من جنوب إفريقيا، ومع ذلك فإن عدد المصابين به خلال العقدين الماضيين قد زاد وعادت الحمى الصفراء لتفرض نفسها على الساحة كقضية شأن صحي ذات أهمية بالغة .

مسببات المرض

يسبب هذا المرضَ فيروسِ الحمى الصفراءَ، الذي يَعُودُ إلى مجموعةِ flavivirus.

الأعراض

يَبْقى الفيروسُ صامتا في الجسمِ أثناء فترةِ الحضانة ) مِنْ ثلاثة إلى ستّة أيام(ِ.

 

 

فيروسات الحمى الصفراء كما تبدو بالمجهر الإلكتروني

الصورة نقلا عن www.lib.uiowa.edu/hardin/md/cdc/2176.html

 

 

 

ثم يسلك المرض مرحلتين لتطوره. بينما تبقى بَعْض الإصاباتِ بلا أعراضُ مطلقاً

أولاً: "المرحلة الحادّة ، وهي مرحلة تتميز عادة بالحُمَّى،وبآلام في العضلات والظهر مع حدوث صداع، رعشات، فقدان شهية، غثيان وربما تصل إلى حد التقيؤ في أغلب الأحيان، وترتبط الحُمَّى العالية بهبوط في نبضات القلب. وفي خلال ثلاثة إلى أربعة أيامِ يَتحسّن أكثر المرضى و تَختفي الأعراضِ.

 


صورة تاريخية لوباء الحمى الصفراء –كوبا 1900

الصورة نقلا عن http://dodd.cmcvellore.ac.in

 

 

ثانيا : وفي حوالي 15 % من الحالات تتدهور الأمور إلى ما يسمى بطور التسمم وفي خلال 24 ساعة تَظْهرُ الحُمَّى ثانية وتتأثر العديد من أجهزة الجسم ويظهر اليرقان (الصفراء) بسرعة وتزداد آلام البطن والقيء. ويُمْكِنُ أَنْ يَحْدثَ نزيف مِنْ الفَمِّ و الأنف،. حيث يَظْهرُ الدمَّ مع القيئِ والبراز. وتَتدهورُ وظائف الكلى ابتداءً من ظهور الزلال في البول وحتى فشل الكلية في إنتاج البول ، نصف مرضى طور التسمم يموتون خلال 10 -14 يوما. بينما يتعافى النصف الآخر دون حدوث تلف ظاهر في الأعضاء الحيوية للجسم.

ويكتسب المرضى الذين تعافوا من هذا المرض مناعة طويلة ضده

 

التشخيص التفريقي:

يصعب التعرف على الحمى الصفراء خصوصاً أثناء المراحلِ المبكّرةِ ويصعب تفريقها عن بعض الأمراض الأخرى التي يمكن أن تتشابه معها مثل الملاريا والتيفويد والأمراض الطفيلية والأمراض الفيروسية النازفة مثل حمى الضنك والالتهابات الكبدية والتسممات الفيروسية

وهذا يتطلب عمل تحاليل معملية دقيقة للحالات المشكوك فيها حيث يُمْكِنُ أَنْ تَكتشفَ أجسام الحمى الصفراءِ المضادةَ التي تُنتجُ في الجسم ردَّاً على العدوى

 

المناطق التي أصابها المرض:

يعتبر المرض متوطنا بصورة منخفضة في بعض الأماكن الاستوائية في أفريقيا والأمريكتين وهذا التوطن قابل للتحول إلى وباء

وقد ظهر المرض في بدايات هذا القرن بشكل وبائي في أوروبا،وجُزُر الكاريبي ووسط و شمال وأمريكا ، ورغم عدم وجود المرض في تلك الأماكن الآن إلا أنها يجب أن تبقى ضمن الأماكن التي يمكن أن يعود المرض إليها في أي لحظة مثل ما حدث في الباراجواي هذا العام.

ويبلغ مجموع البلدان التي أصابها المرض في أفريقيا 33 بلدا مجموع سكانها 508 مليون نسمة وتسعة بلدان في الأمريكتين وتعتبر الدول الآتي ذكرها في نطاق الخطر الأعظم في الأمريكتين : بوليفيا والبرازيل وكولومبيا والإكوادور وبيرو الباراجواي

 

 

 

 

نطاق الدول التي يتوطن فيها المرض في أفريقيا والأمريكتين

 

وتقدر حالات الإصابة بالحمى الصفراء أكثر من 200,000 حالة منها ثلاثون الأف حالة وفاة سنويا

 

كيف تحدث العدوى؟

تحدث الحُمى الصفراء نتيجة حمل البعوضة المصرية (AEDES AEGYPTI) في معظم الحالات ميكروب الحُمى الصفراء من شخص لآخر وعندما تلدغ البعوض شخصا أو حيوانا مصابا (كالقرود )

 

 


صورة لبعوضة الحمى الصفراء أثناء لدغها جلد لإنسان

الصورة نقلا عن www.un.org

يدخل الميكروب إلى الجسم حيث ينمو بسرعة وتستطيع لدغة البعوضة بعد مرور فترة تتراوح بين تسعة واثني عشر يوما إحداث الحُمى الصفراء كما تستطيع البعوضة التي أصبحت حاملة للعدوى بالفيروس أو الميكروب نقل المرض فيما تبقى من حياتها

كما تتسبب بعوضة Haemagogus spp في المرض ولكن هذه البعوضة متواجدة في أمريكا الجنوبية فقط

 

العلاج :

لا يوجد علاج خاص للحمى الصفراء إنما يتم التعامل مع الأعراض المصاحبة لكل حالة فينبغي الاهتمام بمعالجة الجفاف الناتج عن الإسهال والقيء والتعامل مع النزف بالتعويض بالمحاليل ونقل الدم إن أمكن وإعطاء المسكنات لتخفيف الآلام وإعطاء مقويات لمناعة الجسم

والتعامل مع أي عدوى بكتيرية مصاحبة بإعطاء المضادات الحيوية المناسبة

 

الوقاية :

الوقاية هي الحل الوحيد لتجنب الإصابة بعدوى فيروس الحمى الصفراء وذلك من خلال التطعيم ويُعد اللقاح 17 D المضاد للحمى الصفراء لقاحاً مأموناً وعالي النجاعة. ويُحدث هذا اللقاح مفعوله الوقائي (المناعة) خلال أسبوع واحد لدى 95% من الأشخاص المُطعّمين.

وللوقاية من وبائيات هذا المرض توصي منظمة الصحة العالمية بما يلي :

  • إعطاء اللقاح المضاد للحمى الصفراء في البلدان التي يتوطنها هذا المرض، وذلك بإدراج هذا اللقاح ضمن مجموعة التطعيمات الأساسية في تلك البلاد عند بلوغ الطفل تسعة أشهر من العمر حيث يحصل الطفل على هذا التطعيم عند إحضاره للحصول على تطعيم الحصبة؛ وقد وافقت بالفعل 18 دولة في أفريقيا على إدراج اللقاح ضمن ممجموعة التطعيمات الأساسية التي تعطى للأطفال
  • وبالنسبة إلى الوقاية من حدوث وبائيات في المناطق المعرّضة لمخاطر عالية بفضل شنّ حملات تطعيم واسعة النطاق و مكافحة بعوض (AEDES AEGYPTI) ( الزاعجة المصرية ) في المناطق الآهلة بالسكان
  • وتعطي الجرعة الواحدة من هذا التحصين مناعة بإذن الله لمدة 10 سنوات
  • وينصح بقوة بإعطاء اللقاح كوقاية للمسافرين إلى المناطق التي يتوطن فيها الوباء

 


عند السفر إلى الدول التي يشملها نطاق اللون الأحمر ينصح المسافرون بالحصول على التطعيم اللازم من مركز صحي معتمد

Top