خطبة بعنوان: صفة الحج والعمرة

لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي بعث محمدا -صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، وحجة على العباد أجمعين، وجعل دينه مبنيا على تحقيق العبادة لله رب العالمين، ميسرا، سمحا، سهلا، لا حرج فيه ولا مشقة، ولا تضيق، ولا تعسير.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي القدير.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما.

أما بعد:

أيها الناس: إنكم تستقبلون في هذه الأيام السفر إلى بيت الله الحرام، راجين من الله تكفير ذنوبكم والآثام، والفوز بدار السلام، والخلف العاجل عما انفقتموه في هذا السبيل من الأموال.

فيا أيها المسلمون: إنكم تتوجهون إلى بيت ربكم وحرماته إلى أمكنة فاضلة، تؤدون فيها عبادة من أفضل العبادات، لستم تريدون بذلك نزهة، ولا فخرا، ولا رياءً، بل تريدون عبادة تتقربون بها إلى الله، وتخضعون فيها لعظمة ربكم.

فأدوها -أيها المسلمون-: كما أمرتم من غير غلو، ولا تقصير، ولا إهمال، ولا تفريط، وقوموا فيها بما أوجب الله عليكم، من الطهارة، والصلاة، وغيرها من شرائع الدين.

إذا خرجتم مسافرين إليها، فاستحضروا أنكم خارجون لعبادة من أجل الطاعات.

وفي سفركم التزموا القيام بالواجبات، من الطهارة، والجماعة للصلاة، فإن كثيرا من الناس يفرطون في الطهارة، فيتيممون مع إمكان الحصول على الماء، وإن من وجد الماء، فلا يجوز له أن يتيمم.
وبعض الناس يتهاون بالصلاة مع الجماعة، فتجده يتشاغل عنها بأشياء يدركها بعد الصلاة.

وإذا صليتم، فصلوا قصرا تجعلون الصلاة الرباعية ركعتين من خروجكم من بلدكم، حتى ترجعوا إليه، إلا أن تصلوا خلف إمام يتم، فأتموها أربعا تبعا للإمام سواء أدركتم الصلاة، أو فاتكم شيء منها.

وأما الجمع، فإن السنة للمسافر، ألا يجمع إلا إذا جد به السير، وأما النازل في مكان، فالسنة ألا يجمع.

وأما الرواتب التابعة للمكتوبات، فالأولى تركها إلا سنة الفجر.

وأما الوتر، وبقية النوافل، فإنهما يفعلان في الحضر والسفر.

وتحلوا بالأخلاق الفاضلة من، السخاء، والكرم، وطلاقه الوجه، والصبر على الآلام، والتحمل من الناس، فإن الأمر لا يدوم.

وللصبر عاقبة محمودة، وحلاوة لذيذة.
وإذا وصلتم الميقات، فاغتسلوا، وتطيبوا في أبدانكم في الرأس واللحية.

ثم أحرموا بالعمرة متمتعين، وسيروا إلى مكة ملبين، فإذا بلغتم البيت الحرام، فطوفوا سبعة أشواط طواف العمرة.

واعلموا أن جميع المساجد مكان للطواف القريب من الكعبة والبعيد، لكن القرب منها أفضل، إذ لم تتأذ بالزحام، فإذا كان زحام، فأبعد عنه، والأمر واسع -ولله الحمد-.

فإذا فرغتم من الطواف، فصلوا ركعتين خلف مقام إبراهيم إما قريبا منه، إن تيسر، وإلا فلو بعيد المهم أن يكون المقام بينك وبين الكعبة.
ثم اخرجوا لسعي العمرة، وابدأوا بالصفا.

فإذا أكملتم الأشواط السبعة، فقصروا من رؤوسكم من جميع الرأس، ولا يجزئ التقصير من جانب واحد لا تغتروا بفعل الكثير من الناس.

فإذا كان اليوم الثامن من ذي الحجة، فاغتسلوا، وتطيبوا، وأحرموا بالحج من مكان نزولكم، واخرجوا إلى منى، وصلوا بها الظهر والعصر، والمغرب والعشاء الآخرة، والفجر، قصرا من غير جمع؛ لأن نبيكم -صلى الله عليه وسلم- كان يقصر بمنى، وفي مكة، ولا يجمع.

فإذا طلعت الشمس يوم عرفة، فسيروا ملبين، خاشعين لله إلى عرفة، واجمعوا فيها بين الظهر والعصر جمع تقديم على ركعتين.

ثم تفرغوا للدعاء، والابتهال إلى الله.

واحرصوا أن تكونوا على طهارة، واستقبلوا القبلة، ولو كان الجبل خلفكم؛ لأن المشروع استقبال القبلة.

وانتبهوا جيدا لحدود عرفة وعلاماتها، فإن كثيرا من الحجاج يقفون دونها، ومن لم يقف بعرفة، فلا حج له؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الحج عرفة"

وكل عرفة موقف شرقيها وغربيها، وجنوبيها وشماليها، إلا بطن الوادي، وادي عرنة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف"
فإذا غربت الشمس، وتحققتم غروبها، فادفعوا إلى مزدلفة ملبين خاشعين.

والزموا السكينة ما أمكنكم، كما أمركم بذلك نبيكم -صلى الله عليه وسلم-، فلقد دفع من عرفة، وقد شنق لناقته الزمام، حتى أن رأسها ليصيب مورك رحله، وهو يقول بيده الكريمة: "أيها الناس السكينة السكينة"

فإذا وصلتم مزدلفة، فصلوا بها المغرب والعشاء، ثم بيتوا بها إلى الفجر.

ولم يرخص النبي -صلى الله عليه وسلم- لأحد في الدفع من مزدلفة قبل الفجر إلا للضعفة رخص لهم أن يدفعوا في آخر الليل.

فإذا صليتم الفجر، فاتجهوا إلى القبلة، وكبروا الله، واحمدوه، وادعوه حتى تسفروا جدا، ثم سيروا قبل طلوع الشمس إلى منى، ثم القطوا سبع حصيات، واذهبوا إلى جمرة العقبة، وهي الأخيرة التي تلي مكة، وارموها بعد طلوع الشمس بسبع تكبرون الله مع كل حصاة، خاضعين له، معظمين.

واعلموا أن المقصود من الرمي تعظيم الله، وإقامة ذكره.

ويجب أن تقع الحصاة في الحوض، وليس بشرط أن تضرب العمود.

فإذا فرغتم من رمي الجمرة، فاذبحوا الهدي، ولا يجزئ في الهدي إلا ما يجزئ في الأضحية.

ولا بأس أن توكل شخصا يذبح لك.

ثم احلقوا بعد الذبح رؤوسكم، ويجب حلق جميع الرأس، ولا يجوز حلق جميع الرأس، ولا يجوز حلق بعضه دون بعض.

والمرأة تقصر من أطراف رأسها بقدر أنملة.


وبعد ذلك حللتم التحلل الأول، فالبسوا، وقصوا أظفاركم، وتطيبوا، ولا تأتوا النساء.

ثم انزلوا قبل صلاة الظهر إلى مكة، وطوفوا للحج، واسعوا، ثم، ارجعوا إلى منى.

وبالطواف والسعي مع الرمي، والحلق حللتم التحلل الثاني، وجاز لكم كل شيء، حتى النساء.
أيها الناس: إن الحاج يفعل يوم العيد أربعة أنساك: رمي الجمرة، ثم النحر، ثم الحلق، ثم الطواف، والسعي، وهذا هو الترتيب الأكمل

ولكن لو قدمتم بعضها على بعض، فحلقتم قبل الذبح مثلا، فلا حرج، ولو أخرتم الطواف والسعي حتى تنزلوا من منى، فلا حرج، ولو أخرتم الذبح، وذبحتم في مكة في اليوم الثالث عشر، فلا حرج، لا سيما مع الحاجة والمصلحة.

وبيتوا ليلة الحادي عشر بمنى، فإذا زالت الشمس، فارموا الجمرات الثلاث مبتدئين بالأولى، ثم الوسطى، ثم العقبة كل واحدة بسبع حصيات تكبرون مع كل حصاة.

ووقت الرمي في يوم العيد للقادر من طلوع الشمس، وللضعيف من آخر الليل وآخره إلى غروب الشمس.

ووقته فيما بعد العيد من الزوال إلى غروب الشمس، ولا يجوز قبل الزوال، ويجوز الرمي في الليل، إذا كان الزحام شديدا في النهار.

ومن كان لا يستطيع الرمي بنفسه لصغر أو كبر أو مرض، فله أن يوكل من يرمي عنه، ولا بأس أن يرمي الوكيل عن نفسه، وعمن وكله في مقام واحد، لكن يبدأ بالرمي لنفسه.

فإذا رميتم اليوم الثاني عشر، فقد انتهى الحج، وأنتم بالخيار، إن شئتم تعجلتم، ونزلتم، وإن شئتم، فبيتوا ليلة الثالث عشر.

وارموا الجمار الثلاث بعد الزوال، وهذا أفضل؛ لأنه فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.


فإذا أردتم الخروج من مكة، فطوفوا للوداع، والحائض والنفساء لا وداع عليهما، ولا يشرع لهما المجيء إلى باب المسجد، والوقوف عنده.

أيها المسلمون: هذه صفة الحج، فاتقوا الله فيه، ما استطعتم، واسمعوا، وأطيعوا.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بِما فيه من الآيات والذكْر الحكيم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم .


الخطبة الثانية:
الحمدُ لله حمدًا كثيرًا مباركًا طيِّبًا فيه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو الله بها النجاة يوم نلاقيه، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .

أما بعد:

أيها المسلمون، فاذكروا نعمة الله عليكم بهذا الدين القويم، وأقيموه لله مُخلصين ولرسوله متَّبعين، واسألوا الله عليه الثبات إلى يوم تلقون رب العالمين .

أيها المسلمون، إن دين الإسلام وصفه الله تعالى بأنه كامل، فقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً)
ولهذا كان الدين الإسلامي وسطًا بين الأديان السابقة وعدلاً خيارًا ومُهيمنًا عليها، ناسخًا لها، فلا قيام للأديان السابقة مع الدين الإسلامي، ومِن وسطيّته وعدله بين الأديان: أنه كانت شريعة التوراة إذا قتل أحدٌ أحدًا فإنه يجب قتله ولا خيار لأولياء المقتول في العفو عنه كما قال الله تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) إلى آخر الآية، وكانت شريعة عيسى بن مريم دون ذلك فكانت توجِبُ السماح والعفو؛ لأن الناس في ذلك الوقت لا يُطيقون المقاصَّة، أما هذا الدين الإسلامي فكان عدلاً ورحمة كما قال الله عزَّ وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)

اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

 

 

مقالات طب الحج و الحجيج

 

 

مقالات طب الحج و الحجيج -- إضغط هنا

 

 

 

الحمل والحج

                                                                  الحمل والحج 

 فيما يخص المرأة الحامل فإننا بشكل عام لا ننصح المرأة الحامل  عموما والتي في الأشهر الثلاثة الأولى و الأخيرة للحمل  خصوصا بالسفر

ولكن إذا سافرت المرأة للحج وهي في حالة الحمل فإنها يجب أن تحرص على استخدام أفضل وسائل السفر من حيث الراحة .

* ويجب أن تجلس لأطول فترة ممكنة وهي في وضع الارتخاء رافعة قدميها أو واضعة قدميها على دعامة يمكنها رفعها بين الحين والآخر

* كما ننصحها بضرورة التحرك بين الفترة والأخرى في ممرات الطائرة ويجب عليها تجنب الجلوس على الكرسي لفترات طويلة

*  كما يجب على زوجها أن يخبر المسؤولين في الحملة  ويجب عليها هي أن تخبر طبيبة الحملة  بأنها في حال الحمل حتى يمكن  اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة في حال الضرورة.

* وننصح المرأة الحامل بتجنب تأدية المناسك في  الأوقات المزدحمة ومحاولة التعرف من خلال استشارة المرشدين الدينيين الرسميين على الأوقات التي يمكن أن تستفيد فيها المرأة عموما والحامل خصوصا من الرخص الشرعية لتتجنب الازدحام

*كما ننصحها بالاستفادة من رخصة التوكيل والإنابة في بعض أعمال الحج التي يمكن فيها إنابة الغير (ضمن الضوابط الشرعية التي يفيتيها بها المرشدون الدينيون المعتمدون )

*  وعلى وجه العموم ينصح بتأجيل الحج  لوقت آخر غير وقت الحمل وذلك حتى لا تتعرض السيدة الحامل لأخطار الإجهاض والإنهاك الشديد أثناء الحمل مما يعرضها للخطر .

وهنا ننقل لكم ما كنا قد نشرناه سابقا من تعليمات ونصائح بخصوص سفر المرأة الحامل

صحتك في السفر ......المرأة الحامل والسفر.

 

يعتمد اتخاذ قرار السفر بالنسبة للمرأة الحامل على عدة أمور نسردها كالتالي:

1--  من حيث المبدأ العام من الممكن ان تسافر الحامل حيث لا يعتبر أن السفر له تأثيرات سلبية على الحامل او على جنينها

2-ولكن يمكن وضع الضوابط التالية لتحقيق المأمونية التامة في هذه القضية:

3-أن تصحب السيدة الحامل معها دائماً نسخة من تقرير طبي عن حالتها تحسباً لأي طارئ في السفر.

4-في المراحل المبكرة من الحمل قد يعتري الحامل بعض الغثيان أو القيء والإحساس بالخمول والرغبة في النوم ...هذه المتغيرات لا تعتبر مانعا من السفر لكن ينصح في حالة الرحلات الطويلة بأن يكون هناك من يرافق المرأة الحامل .

5- تنصح الحامل بعدم  التعرض للحرارة الشديدة أو الوقوف لفترات طويلة حتى لا تتعرض للهبوط فإذا أحست الحامل بنوع من الدوار او الدوخة او أنها على وشك الوقوع على الأرض  فيجب عليها فورا الاستلقاء مع جعل القدمين اعلى من مستوى الرقبة وأخذ كمية من السوائل وسيزول هذا الإحساس

6-في مراحل الحمل المتقدمة تحس الحامل بالثقل نتيجة نمو الجنين وارتخاء اربطة العمود الفقري وهذا ايضا لايمنع من السفر ولكن تنصح بعدم المشي لمسافات طويلة  وعدم حمل الأمتعة الثقيلة وعدم السير بسرعة حتى لا يختل توازنها بسبب ثقل البطن وعدم لبس الأحذية ذات الكعب العالي لنفس السبب

7-كما تنصح الحامل اثناء تواجدها بالطائرة بعدم الجلوس لفترات طويلة وذلك بممارسة الحركة  والتجول لدقائق كل ساعة أو ساعتين داخل الطائرة لتنشيط الدورة الدموية في القدمين ولمنع حدوث تجلط في الأوعية الدموية

8-كذلك ننصح الحامل بضرورة اختيار الملابس المريحة غير الضيقة وبأن تختار أثناء سفرها الجلسة المريحة مع مراعاة رفع القدمين كلما سنحت الفرصة لذلك مع وضع وسائد خلف الظهر لتجنب  حدوث آلام بالظهر

9-واذا لاحظت الحامل قبل سفرها  حدوث آلام غير عادية. أو حدوث تسرب مائي أو نزول دم مهما كانت كميته قليلة فهذا يستدعي تأجيلها لسفرها لحين مراجعة الطبيبة المعالجة

10-تمنع  الحامل من السفر في الحالات الآتية:

1-حالات فقر الدم الشديدة

2-وجود ارتفاع حاد في ضغط الدم

3-حالات الإجهاض المنذر

4-تاريخ سابق بالإجهاض مرات عديدة.

5-تاريخ سابق  بولادة او ولادات مبكرة .

6-الحمل مع مشيمة متقدمة.

7-وجود نزف دموي.

 

 

 

 

 

الحج وصحة المرأة.. تأخير الدورة الشهرية..رؤية طبية وشرعية

الحج وصحة المرأة.. تأخير الدورة الشهرية..رؤية طبية وشرعية

الحج هو جهاد المرأة فقد أخرج النسائي وغيره بسند صحيح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة".

وأخرج البخاري عن عائشة قالت"قلت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ فقال: لكن أفضل الجهاد حج مبرور".

تنظيم الدورة الشهرية

قبل أخذ أي أدوية لتنظيم الدورة أثناء الحج يجب توافر شرطين رئيسيين :

الأول : يجب التأكد من عدم وجود حمل قبل أخذ أقراص تأجيل الدورة

الثاني : استشارة طبيبة النساء والتوليد  قبل أخذ الحبوب

يجب التأكد من عدم وجود حمل قبل أخذ أي حبوب

 

                           يجب التأكد من عدم وجود حمل  قبل أخذ الحبوب لتأخير الدورة

قد ترغب بعض النساء في تناول الهرمونات وذلك لتأجيل الدورة الشهرية حتى لا تصادف وقت الحج وبالتالي قد يحدث تعطيل في أداء بعض  المناسك ولا مانع من هذا  ولكن بعد استشارة الطبيبة حتى تحدد لكِ النوع المناسب من الهرمونات والتوقيت المناسب لأخذها وذلك للحصول على النتيجة المرجوة. وهذه الحبوب تتمثل في نوعين أساسيين:

الأول: يحتوي على هرمون البروجسترون فقط.

الثاني: يحتوي على الأستروجين والبروجسترون معاً.

وقد يصاحب الدواء بعض الأعراض الجانبية ولذلك لابد من استشارة الطبيبة أولاً.

 ولمزيد من التوضيح أود أن أعطي فكرة عن طبيعة الدورة الشهرية وما يحدث فيها من تغيرات فسيولوجية: 

فترة الحيض الطبيعية هي نزول أنسجة بطانة الرحم وما يرافقها من دم، تستمر خمسة أيام في المتوسط، وهي الفترة الظاهرة للمرأة من الدورة الشهرية. أما الدورة الشهرية فهي الفترة من أول أيام الحيض إلى أول يوم من الحيض التالي، وتقدر بـ28 يومًا، قد تقصر إلى ثلاثة أسابيع أو قد تطول إلى خمسة أسابيع وما زالت تُعَدّ في الحدود الطبيعية، وعادة ما تستمر فترة الحيض نفسها من ثلاثة إلى سبعة أيام، يكون الدم خفيفًا في اليوم الأول، ثم يشتد في الثاني والثالث، ويخف في اليوم الرابع. تفقد المرأة خلال الحيض حوالي 50 - 150 مل من الدم.

وما يحدث خلال هذه الدورة هو محصلة تناسق بين مراكز خاصة بالمخ والغدة النخامية،والمبيضين، وغدتي الأنثى التناسليتين.                                                                    

كما تقوم الغدة النخامية بتنظيم عمل الغدد الصماء الأخرى بالجسم.

فمثلاً يعمل المبيضان تحت تأثير عدد من الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية التي تعمل بدقة متناهية للسيطرة على عمليات التبويض، وبداية نشاط المبيضين والرحم، بدءًا بعملية التبويض والحيض عند البلوغ مع ظهور النهدين، والصفات الأنثوية الأخرى، وانتهاءً بانقطاع التبويض، وتوقف الحيض مع ضمور الثديين وأنسجة المهبل والرحم عند بلوغ سن اليأس.

هذه الظواهر وما يصاحبها من نشاط وتغيرات في الجهاز التناسلي للأنثى ينظمها هرمونان يفرزان بواسطة المبيضين، وهما بالتحديد هرمونا الأستروجين والبروجستيرون. وقد أمكن تصنيعهما والحصول عليهما في صورة أقراص تمنع حدوث الحمل.

كيف يمكن تأجيل الدورة؟

تستطيع المرأة أن تبدأ بأخذ حبوب منع الحمل في اليوم الأول أو الخامس للدورة الشهرية و تستمر حتى تنتهي من أعمال مناسك الحج. أي إذا انتهت علبة تواصل مُباشرة أخذ العلبة الثانية دون توقف.

 وإذا نسيت قرصًا يجب أخذه في أسرع وقت ممكن وفي خلال 12 ساعة على الأكثر، وتستمر طوال موسم الحج ويجب أن تقوم بالفحص من قبل اختصاصية النساء والولادة قبل تعاطي هذه الأقراص.

 يجب التأكد من عدم وجود حمل:

ولا تستعمل هذه الحبوب أبدًا في حالة وجود حمل ، و لدى مرضى السكر والقلب، واللائي لديهن استعداد لتكون الجلطات، ويجب التوقف عن استعمالها فورًا عند الشعور بصداع شديد، أو زغللة بالعين، أو اضطراب بالسمع، أو الإحساس بألم وضيق بالصدر، أو عند ضيق التنفس، أو وجود كحة غير معروفة المصدر، أو اصفرار في العينين أو الجلد، آلام وثقل بمنطقة  الكبد، حكة بالجلد، أو أي ارتفاع نسبي في ضغط الدم، ولا تؤخذ هذه الحبوب مع المهدئات، أو المضادات الحيوية مثل الإمبسللين والريفامبسين، ومضادات الاكتئاب وغيرها.

من لديها دورة شهرية مُنتظمة, تستطيع أن تأخذ حبوب بروجيستيرون قبل موعد نزول الحيض بـ 3 أيام و لكن مُعظم الأطباء يُوصون بـ 5 أيام قبل موعد نزول الحيض للتأكد و تستمر في تناول الأقراص حتى تنتهي من المناسك ثم تتوقف عن الحبوب بعد ذلك  و في الغالب سوف ينزل الدم بعد 3 - 5 أيام من توقفها عن تناول الأقراص.

 المرأة التي ليس لديها دورة شهرية مُنتظمة، قبل موعد الحج بفترة  تستطيع أن تأخذ حبوب بروجيستيرون لمدة 5 أيام ثم تتوقف و عند نزول الدم تبدأ بأخذ حبوب منع الحمل ويجب التأكد من عدم وجود حمل عند استعمال هذه الأدوية؛ لأنها قد تؤدي إلى تشوّه الأجنة، وهي لا تمنع حدوث الحمل، فإذا حدث يجب التوقف عنها فورًا.

ومن الآثار الجانبية الأخرى حدوث النزيف، حتى لو نسيت السيدة قرصًا واحدًا فسينزل دم، وللتغلب على هذه المشكلة تزاد الجرعة إلى 3 مرات، 4 مرات حتى 6 أقراص يوميًّا. ، ويجب استشارة الطبيبة المختصة.

ولعلي أشير هنا إلى أن فتاوى أهل العلم تتوجه إلى جواز تناول الحبوب لتأجيل الدورة الشهرية حتى تستطيع المرأة الحج مع الناس  وقد أفتى جمع من العلماء بجواز ذلك منهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله حيث سئل عن حكم تناول حبوب منع الحيض في الحج

فأجاب رحمه الله [ لا حرج أن تأخذ المرأة حبوب منع الحيض تمنع الدورة الشهرية أيام رمضان حتى تصوم مع الناس، وفي أيام الحج حتى تطوف مع الناس ولا تتعطل عن أعمال الحج، وإن وجد غير الحبوب يمنع من الدورة فلا بأس إذا لم يكن فيه محذور شرعاً أو مضرة ]

وبذلك أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والدعوة  والإفتاء والإرشاد حيث قالت : [ يجوز للمرأة أن تتناول ما يؤخر العادة عنها من أجل مناسبة حج أو عمرة أو صيام رمضان ]

وبنفس الرأي  أفتى العلامة الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله 

 

الفحص الطبي قبل الحج

-  رحلة الحج رحلة يغادر فيها المرء وطنه وأهله ليؤدي فريضة تجمع بين نوعي العبادة المالي والبدني وفيها  نوع من المشقة وقد يعتري الحاج فيها نوع من الإرهاق ، ولهذا وجب على من ينوي الحج أن يتأكد من سلامته  صحيا وأهليته للسفر لأداء هذه الشعيرة التي تنفرد عن سائر العيادات الأخرى بمناسك يكتنفها نوع من العبء البدني فيحتاج الحاج فيها إلى المشي لمسافات طويلة في الطواف وفي السعي وفي طريقه للوصول إلى جسر الجمرات كما قد يتعرض الحاج للمكث أحيانا في درجات حرارة ورطوبة مرتفعة في بعض الأحيان مثل ما قد يواجهه في يوم عرفة كما يأتي عنصر الازدحام الشديد كأحد عناصر الإرهاق البدني.

Top